الصدق
ومن هذه النقطه الكبيره والتي سوف يطول الحديث بها
سوف اختار فضل الصدق في موضوعي وحديثي معكم
:
:
قال الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، و إن البر يهدي إلى الجنة
وإن الرجل ليصدق حتى يكتب
عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور
وإن الفجور
يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله
كذابًا".
ويكفي في فضيلة الصدق أن الصدِّيق مشتق منه،
والله تعالى وصف الأنبياء به في معرض المدح والثناء
فقال: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "[مريم41]
وقال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" [مريم 56].
وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق،
والحياء، وحسن الخلق، والشكر.
وقال بشر بن الحارث: من عامل الله بالصدق استوحش
من الناس.
وقال أبو سليمان: اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك
والله تعالى غاية طلبك.
وقال رجل لحكيم: ما رأيت صادقًا !
فقال له: لو كنت صادقًا لعرفت الصادقين.
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معانٍ:
صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في
العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل،
وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها،
فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق لأنه مبالغة في الصدق.
الصدق الأول: في صدق اللسان، وذلك لا يكون إلا في
الإخبار عن الأشياء كما حدثت ، ويجب على كل عبد أن يحفظ ألفاظه فلا يتكلم
إلا بالصدق.
وهذا هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها فمن حفظ لسانه
عن الإخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو
صادق.
الصدق الثاني: صدق النية والإرادة
النية هي أساس كل عمل ومطية كل إنسان فلا عمل بغير نية ولا توجه من غير قصد.
قال تعالى: ((لايؤخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤخذكم بما كسبت قلوبكم)).
فالقلب هو مستقر النية ومكنونها،
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))
صدق وأخلاص النية لله وتوجيه النية في جميع أعمالنا لوجهه حتى نكسب حسنات أعمال لم نفعلها ولكن كسبناها فقط لصدق نيتنا مع الله
الصدق الثالث: في صدق العزم، إن الإنسان قد يقدم
العزم على العمل فيقول في نفسه: إن رزقني الله مالاً
تصدقت بجميعه - أو بشطره أو إن لقيت عدوًا في سبيل
الله تعالى قاتلت ولم أبالِ وإن قُتلت، وإن أعطاني الله
تعالى ولاية عدلت فيها ولم أعصِ الله تعالى بظلم وميل إلى
خلق، فهذه العزيمة قد يصادقها من نفسه وهي عزيمة
جازمة صادقة، وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد
وضعف يضاد الصدق في العزيمة، فكان الصدق هاهنا
عبارة عن التمام والقوة.
فالمقصود بصدق العزم أي أن تكون عزيمته جازمة لا تردد فيها ولا ضعف.
الصدق الرابع: الوفاء بالعزم
والمقصود في الصدق في الوفاء بالعزم أي الصدق في تنفيذ العزم، أو في الوفاء بالعهد، وتنفيذه على الوجه الذي عزم عليه.
قال الله تعالى: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23].
عن أنس رضي الله عنه: أن عمه أنس بن النضر لم يشهد
بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على
قلبه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه
وسلم غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهدًا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع!
قال: فشهد أحدًا في العام القابل فاستقبله "سعد بن
معاذ"
فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟
فقال: واهًا لريح الجنة!
إني أجد ريحها دون أحد! فقاتل حتى قُتل فوُجد
في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة؛
فقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا بثيابه،
فنزلت الآية.
الصدق الخامس: في الأعمال، وهو أن يجتهد حتى لا تدل
أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به؛
لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن يستجرَّ الباطن إلى
تصديق الظاهر،
الصدق في الأعمال :
و هو يعني أن تكون أعمال الإنسان خالصة لوجه الله تعالى من الرياء،
" فمن كان يرجو لقاءَ ربّه فليعمل عملاً صالحاً ، و لا يشرك بعبادة ربه أحداً " ( سورة الكهف / الآية 110) ،
و قال : " ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " ( سورة الملك / الآية 2 ) .
الصدق السادس: وهو أعلى الدرجات وأعزها:
الصدق في مقامات الدين،
بأن يكون تدين المرء تديناً صحيحاً مبنيـَّـاً على الصدق مع الله عز و جل ، لا على النفاق و الكذب و المجاملة ،
و لذلك يطلق الصدق في القرآن الكريم في مقابل النفاق :
" ليجزي الله الصادقين بصدقهم ، و يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم " ( سورة الأحزاب / الآية 24 ) .
فلا بد من الإسلام الظاهر مع الإيمان الباطن ، لا بد من حسن الاعتقاد بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين .
فالهدي الظاهر لا بد أن يكون متوافقا مع الهدي الباطن .
واخيرآ ...
اسال الله ان يجعلنا من الصادقين باعمالهم ونواياهم..